موروث اللغة وملكة الاستجابة
(نص سترتني فافضحني )
كتب واثق غازي
المعيّار هو أساس ضبط ألأشياء بشكل عام ،والسؤال حول ماهيّةِ ومظهر وحاجة المعيّار وتوظيف استخداماته .هو الرابط بين موروث اللغة وملكة الاستجابة ولإعمال واقع قابل للتطبيق نسألُ : بماذا (يفكر ) خيّاط وهو يمسك بمقص أمام قماشه جديدة .؟ يمكن صياغة السؤال بطرق مختلفة، إلا أن القصد : هو كيف نستخدم أدوات متشابهة لإنتاج أدوات أخرى غير متشابهة ! الخيّاط . أو (المحرك الأول ): هو مُنتج النص .والمقص كأداة : الملكة بكلتا حالتيها .المكتسبة والفطرية .
والقماشة : هي اللغة القابلة ( للتّشكل ) حسب مقدرة مُنتج النص .
ولندخل عالم اللغة بوصفها القماشة القابلة ( للتّشكل ) نستدرج النصوص المجنسة ب(قصائد نثر ) لنرى في مقاربة محدودة أثر موروث اللغة وملكة الاستجابة لدى مُنتج النص. بالقول ( يفكر) مُنتج النص. الذي ضربنا له مثلاً :( الخيّاط )، وهذه الخصيصة ( التفكير ) في الموضوع هي خارج قدرة الإحاطة لكون التفكير عملية تأتي من خارج واقع إنتاج النص ولا يتحكم بها المعيّار أو أدوات إنتاجه أو سُبل التوظيف والغايات .. لذا يصبح التفكير هو المُنجز لاشتغال المبدع وملكتهِ وقماشته اللغوية وما يتوافر عليه من مقدرة إستجابة قابلة لهضم مكنونات فكرهِ . ولتقريب معنى ملكة الإستجابة نضرب مثالاً يتداخل فيه الموروث بالحداثة . بمعناها (المجنس) :( قصائد نثر) لنرى مدى قدرة ملكة الإستجابة لدى المبدع في تقديم نص قابل للإحالة إلى الموروث والإحاطة به ، في تقديم رؤية خاصة بالمبدع .
قاسم حداد ـ ديوان أخبار مجنون ليلى ـ قصيدة :
سترتني فافضحني قيل لقيس بن الملوح : (ما أعجب شيء أصابك مع ليلى ؟ )
قال : ( طرقنا ذات ليلة ضيوف . ولم يكن عندنا شيء نولم به لهم .فبعثني أبي الى منزل عمّي المهدي أطلب منه ما يولم به . فأتيته فوقفت ُ على خيمته. فقال : ماتشاء ؟ فسألته حاجتي . فقال : يا ليلى أخرجي له ذلك الماعون واملأي له إناءهُ من السمن .فأخرجته لي وجعلت تصب لي السمن ونحن نتحدث بهمس ٍ وإنصب فركعت ُ أرشفه ُ من أصابعها . وأصعدُ معه الى باطن ذِراعها وهي تدفعني أن أكف فأصعدُ الى كتفها الذي تهدل عنه جيبها والسمن يقودني الى نحرها . وهي تنتفض وتدفعني أن اكف فأدس بشفتيَّ إلى ملتقى النهدين وقميصها ينحسر ويتحدّ ر بفعل السمن وأنا أتبع مسراه فتطفر في وجهي الفهود والنمور وهي تقول خذّ القميص عني فآخذهُ وتقول خذني فآخذُها وتقول ُ لي سترتني فافضحني فأفضحُها فلا نعرف كيف يفيض السمن وكيف ينعقد .. وهي تقول والله إن جنونكَ يزن عقل بني عامر وأوّلهم هذا الذي يجثم في خبائه . تقصد أباها ) هكذا طوّع المبدع موروث اللغة السردية في الحكاية . إلى نص نثري خالص أضاف إليه ما أراد أن يقول هو على النص .لا ما قدمه الرواة للنص .وهنا حدثت ملكة الاستجابة في إنتاج نص مغاير باستخدام أدوات متشابهة ،
العــــــودة للصفحـــة الام - تكست جريدة شهرية ثقافية مستقلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق