"سكنى المكان"
و
عِظةُ المسيّح
ضمن المشروع الثقافي الطموح لجريدة تكست و الذي أعلن عنه للملأ في احتفالية مرور سنة واحدة على ولادتها، يتبوأ الاهتمام- من بين امور كثيرة اخرى- بأصدار الكتب: (سواء المؤلفة ام المترجمة ام المحررة) و الجديدة كما نعتقده، في موضوعاتها و طروحاتها و مما تفتقر اليه المكتبة العربية،وكان في المقام الأول لأولوياتنا، يأتي كتاب (سكنى المكان) للاخ العزيزالكاتب د. أسعد الاسدي، بحسب خطة مشروعنا، وليدا أول لجريدة تكست، فقد اقترحت الجريدة على الكاتب، منذ العدد السادس، ان يتهيأ لجمع مقالاته المنشورة في جريدتنا، و هو الكاتب الذي واكب الجريدة منذ العدد الأول و حتى الان ، و كان كاتبا ملتزما في مواعيده و معطاء في مادته و متعاونا في تعامله، و ساهم في اثراء الجريدة في موضوع حيوي و جديد ، و صار الاتفاق بيننا على ما يلي:
اولا- تعهد جريدة تكست "المقالات" الى احد النقاد البارزين لكتابة مقدمة الكتاب المزمع اصداره و قد رشحت الجريدة فعلا الناقد الكبير ياسين النصير و استغلت حضوره مهرجان المربد و فاتحته بالموضوع و استحصلت موافقته على قراءة المقالات و كتابة المقدمة على ان يتم التراسل بين الاطراف الثلاث عبر الانترنت...
ثانيا- تتكفل جريدة تكست بارسال ( سكربت الكتاب) الى احد دور النشر العربية – في الاردن او سوريا او لبنان- و هي تتحمل النفقات كلها او مناصفة مع الكاتب – خاصة و ان الكاتب ابدى استعداده للاسهام في ذلك..
ثالثا- يوضع شعار(لوكو) جريدة تكست الى جنب شعار دار النشر.
رابعا- ان يحمل الاصدار الجديد عبارة ( كتاب تكست الاول) كي يكون باكورة اصدارات اخرى من الكتب اللاحقة والتي بجعبتنا...
و اتفقنا شفهيا مع الكاتب لاعتقادنا ان الكلمة الملتزمة الصادقة، في عمل، كعملنا او نشاط، كنشاطنا، و هو فعل ثقافي، حضاري، راق، تطوعي، مستقل، نابع من الحب و الاخلاص لهذه الارض الطيبة، هي فوق كل الاتفاقات المبرمة، على الورق، إيمانا منا أن الكلمة هي الميثاق الملزم، واذا تجرد العمل الثقافي من الصدق و الامانة و الالتزام واخلاقياته فلا طائل تحته او دونه او وراءه ولسوف تنتابه الشبهات و تأكله الظنون و تأخذه الاشاعات في مد و جزر... و نحن في تكست، ونقولها ملء الفم، و لا نخشى احدا، نحن فوق كل هذا وذاك...ولكن فجاة، قام الكاتب د.اسعد الاسدي بسحب الكتاب من عهدتنا وهو لم يزل في المرحلة الاولى من اعداده- اي في مرحلة المراسلات بين تكست و الكاتب و الناقد- اذ بعد ان تسلّمت تكست مسودة المقدمة الاولية وكانت بعنوان (سكنى المكان ) أرتأت اعادة صياغتها ثانية لما فيها من ثغرات جلية في تناول الموضوع و مثالب طالت الصياغة و يبدو انها كتبت على عجالة، و استجاب الناقد مشكورا، رغم انشغالاته الكثيرة، لطلبنا و كتبت للمرة الثانية، و جاءتنا بعنوان جديد ( الكتابة الجديدة ) ، و لكن تكست، بعد دراسة مستفيضة للمقدمة الثانية، ارتأت اجراء بعض التعديلات هنا و هناك، و اقترحت بعض المقترحات و طرحت مفهوما جديدا، اطلقت عليه (الكتابة من الداخل)، واستجاب الناقد للمرة الثالثة، وبذل جهدا مشكورا، ونحن ندرك انه ليس بالامر الهين كتابة المقدمة ثلاثا، إلا أن هاجسنا، كان و لم يزل، اخراج الكتاب بمستوى يليق بما يحمل من عناوين كبيرة و مشروع ريادي....و هنا، بعد تسلّم المقدمة الثالثة بالإضافات المقترح من قبل مدير التحرير ، وقد بات الكتاب قاب قوسين او ادنى، من ارساله للمطبعة، اعلن الكاتب سحب الكتاب من عهدتنا بدعوى :(أنه لا يريد أن يربك الجريدة بنص غير مطمئن له )، ناكثا الاتفاق برمته، ثم بعد فترة وجيزة وإذا بالكتاب قد طبع في دار ازمنة للنشر و ليس فيه إلا إشارة غامضة في الاهداء الخجول وقد شاركنا فيه آخرون، إهداء يحمل (محبة و اهتمام تكست)...هذا ما مكن الله الاخ العزيزد. اسعد من البوح به، ازاء مشروعنا...و هو حر فيما فعل، و هو حر في ان ينكث و يتخلى و يتنصل و ينكص و يتراجع... وهو حر في ان يرمي الاتفاق وراء ظهره... و نحن لا نطالبه باي التزام ما دام انه قرر عدم الايفاء بالكلمة المقطوعة على نفسه، عهدا! و هو حر في ان يطبع الكتاب في أي دار نشر وهو حر أن يشير في الاهداء، لتكست او لا يشير، ان يحمل او لا يحمل، لها "محبة او اهتمام" .... و لكن فات الكاتب و هو الرجل الاكاديمي، امرا مهما جدا، لا يمتلك فيه الخيار و لا الحرية، ذلك الامر هو "التزام الامانة العلمية" و ضرورة التوثيق، و اعتقد ان هذا الامر ليس له علاقة (بمحبة او اهتمام الكاتب و لا بزعله) و كان الاجدر به ما دام انه تولى نشر الكتاب، على عاتقه:
اولا-ان يستحصل موافقة تحريرية مسبقة من ادارة تكست، بامكانية اعادة نشر المقالات التي سبق نشرها في الجريدة... وهو ما لم يفعله د.اسعد الاسدي و بذلك، فقد انتهك احد بنود حقوق الملكية الفكرية لمطبوع عراقي، علما ان هذا الشرط موجود في الصفحة الثانية من كل عدد و هذا نصه-" لا يجوز نشر اي مادة من تكست الا بعد اذن خطي من رئيس التحرير" و هذا يسري على كل مادة و ليس لها علاقة بهذا الكتاب فقط.
ثانيا- ان يشير بشكل واضح و صريح، الى جريدة تكست، مبتدا بكاتب المقال ثم عنوان المقالة و سنة النشر والعدد و الصفحة، ازاء عنوان كل مقالة في كتابه، بل والاشارة الى الرابط الالكتروني لكل مقالة ما دام ان المقالات كلها قد نشرت على الموقع الالكتروني للجريدة او ان يشير الى ذلك في حاشية الصفحة الاولى من كل مقالة في كتابه او الاسهل له، ان يخصص صفحة في كتابه، تاتي بعد الاهداء، تسمى صفحة (الاعتراف بفضل الاخرين –
Acknowledgements ) و يذكر فيها كل التوثيق كاملا، و نحن على يقين، ان الدكتور يعرف هذه الاجراءات كلها لاطلاعه على الكتب و المجلات الانكليزية، التي يديم الترجمة منها و قراءتها... ناهيك عن ان الالتزام بهذه الاجراءات ينم عن مستوى معين من اخلاقية البحث و الامانة العلمية من عدمها! و الا فان كتابات عاطلة عن التوثيق الصائب، قد تكون سبة على الكاتب، بمجرد اكتشاف الاصول العربية او الانكليزية ثم ان التوثيق جنة، بمعنى انه يدرأ عن الكاتب الاقاويل و كي لا يأتي احد ليرميه بالانتحال ( Plagiarism ) و السرقة و كي يلجم لساننا من القول فيه ما نقول على الناقد ياسين النصير نفسه، في مقدمته للكتاب، انه (إعتمدَ) واحدة من مقترحات مدير التحرير – الكتابة من الداخل، دون الاشارة اليه او اليها! وطبعا، ان للتوثيق حسنة اخرى،تلك هي ايصال فكرة للمتلقي مفادها- ما دام اننا بصدد المقالات- انها اي المقالات، قد نشرت سابقا في مكان اخر وظهورها، في الكتاب، لا يعتبر النشر الاول لها ، و لذا فقد اقتضى التنويه و الاشارة و هذا امر معروف لكل من يلتزم بشروط الكتابة الرصينة، بانظمتها العالمية الاربعة – و هي APA الخاص بالهيأة الامريكية لعلم النفس و MLA الخاص بالهيأة اللغوية الحديثة و الذي تتبعه جامعة شيكاغو و كل جامعات العالم و العراق منها و جامعة البصرة التي ينتمي اليها د.اسعد الاسدي و SCE الخاص بمجلس الناشرين العلميين و Oxford Referencing System الخاص بنظام التوثيق و الفهرسة لجامعة اوكسفورد و لم يطبق الدكتور اسعد ايا منها و اننا، اذ نعتب عليه، بعد أن ضيع علينا فرصة تاريخية كنا نحسب اقتناصها لصالح تكست- الجريدة اليافعة- انها على حداثتها عمرا، استطاعت ان تفعل شيئا و ان تحرك الماء الآسن ، بعد هذا و ذاك، نقول له كما قال السيد المسيح (ع) لحواريه: "اذا فسد الملح، فبماذا يملح بعد؟"
تكست
العــــــودة للصفحـــة الام - تكست جريدة شهرية ثقافية مستقلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق