الصفحـــــــة الرئيـســـــــــة

السبت، 22 أكتوبر 2011

تكست - العددالمزدوج 15-16 / نصوص للشاعرخالد عبد الزهرة


*خالد عبد الزهرة

إلى / عادل مردان

القلعة

تسلقنا السور الخارجي . أصبحنا تقريبا في فناء مغلف بالقرميد ...

الظلام الشديد حثنا على تلمس الجدران . قال رفيقي :أقدر أن أدخل .

عليك أن تجد احتواءً مناسباً للاعتبارات التي تظهر . أرغب بوضع متانة لكلينا ، ولكن لا شيء

مما قالوه ، أنتبه ! لعلي أعاني من إغماء ، وإلا بماذا تفسر هذا النقص الهائل في رغبتنا إلى التطلع ؟

من المؤكد أننا الآن في الداخل

المنطقة الوسيطة من العالم ، المنطقة المحصنة والمفسرة لنا :

خذ مثلا هذه السلالم ومؤدياتها التي تنتهي إلى الأشكال ..

أعددنا مسبقا . ومارسنا تصرفنا لاعتبارات قريبة الشبه بهذا المكان ، بل المكان ذاته ،

الوصف والترتيب . وإذا سلمنا : نمارس الآن حياة سابقة ، في مكان جرى التأكد من وقائعه بالفعل ..

ربما نكون الآن في منطقة الإغماء ، وإن من يتكلم جسم آخر ، شيء مُتناه . لا ندرك ذلك طوعا ..

قد أكون أنا الآخر مطابقا لهذا المضمار ، دون التغلب على حياة معاشة – حياة منظمة ذات سيادة وسلطة .

الفرصة المتاحة لنا : مقدار الدهشة الفائقة العادة والتي نسقطها على أنفسنا بواسطة قوانين

أنفسنا الخالدة ، لا بوصفنا أشخاصا ، نفتقر قدرة التحول السريع في اللحظة الى أثير .

وإذا حدث : من الأجدر أن نتخلى عن السلب العارض لكلينا . ما أقوله الآن ينطبق تماما

على القلعة :

لا تعني في حقيقتها ، إلا نوعية خاصة من مكونات المشكلة : أنت تفهم وأنا أفهم ، وليس

مهما أن يفهم العالم سرّ الشّعر .

الحلم والوثنية

ما الحقيقة التي نتعرف : إلى مربع باعتباره مربعاً ؟

في يومك عاصف ، ديكٌ راح يلتقط حبات رمانة ، انكسرت الى شظايا .

واحدة تقع في الماء وتتحول الى سمكة .

كل شيء يساوي آخر ويتحول إليه .

تغيّر دائم ، تسريع . باب موصدة بروافد غليظة ، على حجرة ظلت دفينة التراب لقرون .

نمو تال . انفصال : في الحلم : عدم معاصرة النفس لذاتها ، انعزال في المعيار . قبعة تعمد

إلى إخفاء من يلبسها ..

التنقل في مدار حلزوني إلى اعلى ، توازنٌ وهميٌ للحد الفاصل بين الواقع والآله . بين العالم

ومجرد سديم خالص .

صحراء لجية ، وبين تصرف مغاير : لا وجود لصحراء يقطعها رجل ينزل على سلم ملولب

يخترق برج قلعة عظيم .

أيُّ اعتقاد ؟ أيُّ تغيّر ؟ إنني احلم ، ولن أكف عن الحلم ، وفي اللحظة التي أتخلى فيها عن

وثنيتي ، لن أكون قادرا على الحلم .

أنماط القوة تتراجع ، أمام ما تحدثه الوثنية . في الحلم : تصور النظائر مميزة عن الواقع .

أنا أو أنت ، لا فرق ، حلم تلك الليلة : يهتز في مسار توجهه كسهم .

( حاذر هذه السلالم ترتبت على اسطوانات ) . أخذنا نسير عبر جادة نصف مكسوة . الحالم

مشبع بالوثنية ، يود أن يرى حياته تسقط وتختفي ! وكوثني ، لن تدور حول نفسك ، مفترضا

ما تريد اثباته .

ليس ثمة اتجاه مشبع بالزمن . الترتيب يفيض من خلال الاضطراب .

عند باب غرفة عالية ، افترقنا : ماذا عن برعم كبير حلزوني الشكل ؟ أشرطة محفورة

ونجمات دائرية .

كنا وثنيين . الله نتاج مدرسي ، لا يكف عن كونه عقبة أمام الحلم

العــــــودة للصفحـــة الام - تكست جريدة شهرية ثقافية مستقلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق