*خالد عبد الزهرة
إلى / عادل مردان
القلعة
تسلقنا السور الخارجي . أصبحنا تقريبا في فناء مغلف بالقرميد ...
الظلام الشديد حثنا على تلمس الجدران . قال رفيقي :أقدر أن أدخل .
عليك أن تجد احتواءً مناسباً للاعتبارات التي تظهر . أرغب بوضع متانة لكلينا ، ولكن لا شيء
مما قالوه ، أنتبه ! لعلي أعاني من إغماء ، وإلا بماذا تفسر هذا النقص الهائل في رغبتنا إلى التطلع ؟
من المؤكد أننا الآن في الداخل
المنطقة الوسيطة من العالم ، المنطقة المحصنة والمفسرة لنا :
خذ مثلا هذه السلالم ومؤدياتها التي تنتهي إلى الأشكال ..
أعددنا مسبقا . ومارسنا تصرفنا لاعتبارات قريبة الشبه بهذا المكان ، بل المكان ذاته ،
الوصف والترتيب . وإذا سلمنا : نمارس الآن حياة سابقة ، في مكان جرى التأكد من وقائعه بالفعل ..
ربما نكون الآن في منطقة الإغماء ، وإن من يتكلم جسم آخر ، شيء مُتناه . لا ندرك ذلك طوعا ..
قد أكون أنا الآخر مطابقا لهذا المضمار ، دون التغلب على حياة معاشة – حياة منظمة ذات سيادة وسلطة .
الفرصة المتاحة لنا : مقدار الدهشة الفائقة العادة والتي نسقطها على أنفسنا بواسطة قوانين
أنفسنا الخالدة ، لا بوصفنا أشخاصا ، نفتقر قدرة التحول السريع في اللحظة الى أثير .
وإذا حدث : من الأجدر أن نتخلى عن السلب العارض لكلينا . ما أقوله الآن ينطبق تماما
على القلعة :
لا تعني في حقيقتها ، إلا نوعية خاصة من مكونات المشكلة : أنت تفهم وأنا أفهم ، وليس
مهما أن يفهم العالم سرّ الشّعر .
الحلم والوثنية
ما الحقيقة التي نتعرف : إلى مربع باعتباره مربعاً ؟
في يومك عاصف ، ديكٌ راح يلتقط حبات رمانة ، انكسرت الى شظايا .
واحدة تقع في الماء وتتحول الى سمكة .
كل شيء يساوي آخر ويتحول إليه .
تغيّر دائم ، تسريع . باب موصدة بروافد غليظة ، على حجرة ظلت دفينة التراب لقرون .
نمو تال . انفصال : في الحلم : عدم معاصرة النفس لذاتها ، انعزال في المعيار . قبعة تعمد
إلى إخفاء من يلبسها ..
التنقل في مدار حلزوني إلى اعلى ، توازنٌ وهميٌ للحد الفاصل بين الواقع والآله . بين العالم
ومجرد سديم خالص .
صحراء لجية ، وبين تصرف مغاير : لا وجود لصحراء يقطعها رجل ينزل على سلم ملولب
يخترق برج قلعة عظيم .
أيُّ اعتقاد ؟ أيُّ تغيّر ؟ إنني احلم ، ولن أكف عن الحلم ، وفي اللحظة التي أتخلى فيها عن
وثنيتي ، لن أكون قادرا على الحلم .
أنماط القوة تتراجع ، أمام ما تحدثه الوثنية . في الحلم : تصور النظائر مميزة عن الواقع .
أنا أو أنت ، لا فرق ، حلم تلك الليلة : يهتز في مسار توجهه كسهم .
( حاذر هذه السلالم ترتبت على اسطوانات ) . أخذنا نسير عبر جادة نصف مكسوة . الحالم
مشبع بالوثنية ، يود أن يرى حياته تسقط وتختفي ! وكوثني ، لن تدور حول نفسك ، مفترضا
ما تريد اثباته .
ليس ثمة اتجاه مشبع بالزمن . الترتيب يفيض من خلال الاضطراب .
عند باب غرفة عالية ، افترقنا : ماذا عن برعم كبير حلزوني الشكل ؟ أشرطة محفورة
ونجمات دائرية .
كنا وثنيين . الله نتاج مدرسي ، لا يكف عن كونه عقبة أمام الحلم
العــــــودة للصفحـــة الام - تكست جريدة شهرية ثقافية مستقلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق