الصفحـــــــة الرئيـســـــــــة

السبت، 22 أكتوبر 2011

تكست - العددالمزدوج 15-16 / نصوص للشاعر موفق السواد


نصوص

*موفق السواد

حمامة

هذه الحمامة لا صلة لها بحمامة "سوسكند"، فهى بالنسبة لنا تحمل ذات المعنى الدلالي الذي عـُرفتْ به كل هذا الوقت،

الوداعة والالفة والسلام،

رأيناها في الصباح الباكر وهي تقف خلف طبق الستلايت وتضع اعواد القش الرفيعة في فجوات قاعدة الطبق،

جفلت كما يليق بحمامة برية،

وطارت فوق البيت الملاصق لبيتنا وحطت فوق برج البيت الحجري.

ظللنا نرقبها لبعض الوقت وهى ترمقنا بنظرة تائهة:

كان ظل طبق الستلايت ينزلق على بلاطات فناء البيت الضيق.

تبادلنا نظرات قلقة وقررنا الدخول ثانية الى البيت.

حيرة الكرسي

يظهر الخيزران الصلب وهو يتطامن تحتها نعومة ثملة

وهي حينما تتقدم الى الامام

أو تتراجع الى الوراء يفسح في المجال لافق تتلاشى فيه الابعاد وتزول

عتمتها البيضاء تتاّخى في ود مفتوح مع إهاب الخيزران القمري

أحيانا يذهب الخيزران الى محاقه مبكرا فيما يكشف الجسد عن أقماره الخبيئة ... فيما

أبقى أنا الذي أحمل قلبا أعزل، أسير الخيزران الصلب ونعومته الثملة

ذئب

الذئب الوحيد الذي اعرفه عن قرب، هو ذلك الذئب الذي يهبط

في أول الليل ملفوفا بكلمات جدتي المثقلة بنعاس أبيض

غالباً ما تستدعي ذئبها حينما يدخل حقبة الريح وهو يحتفي

بموائده التي لاتحدها حدود.

تلك مآدب لا تقام الا لذئب نبيل فشلت الأرض في تقديمها له

أحيانا يعن لي أن أطلب من جدتي أن تتوسل للذئب أن يمن علينا

بطبق من ريح يسد بعضا من جوعي غير أن الجدة كانت مستغرقة

في ظــَفر الحكاية وهي تنمو وتنمو وليس ثمة مكان للكسالى أمثالي

في مأدبة الذئب. فلربما أنا من الفريق الذي لا يرى الريح ولا يستافها

فكيف بوسعه أكلها؟

وحينما لا يعود للكلمات من جسد في حكاية جدتي، ويغزوها جليد النعاس

يطلق الذئب صرخته اللدنة.. تـُرفع موائد الريح الباذخة

فيما أظل متيقظا منتظرا دعوة الذئب.

السياب

كان بويب نهرا فتيا ما يزال حينما اكتشف الصبي النحيل ما يكمم سيولة الكلمات والاشياء

أصاخ السمع طويلا لنحيبه المتدفق وادرك كمن يغير مجرى الانهار

أن الصدأ لا يقيم في الكلمات وايقاعها فحسب، بل يقيم هناك في الذاكرة ومخازنها القديمة

ذلك هو الهمس الخفي الذي سره النهر الضيق للأذنين المتهدلتين في فجر اربعيني بعيد .

*شاعر عراقي، هولندا

العــــــودة للصفحـــة الام - تكست جريدة شهرية ثقافية مستقلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق